سورة البلد - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البلد)


        


قوله جل ذكره: {لآَ أُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ}.
أي: أُقْسِم بهذا البلد، وهو مكة.
{وَأَنتَ حِلُّ بِهَذَا الْبَلَدِ}.
وإنما أُحِلَّتْ له ساعةً واحدةً.
{وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}.
كلِّ والدٍ وكلِّ مولود. وقيل: آدم وأولاده.
وجواب القسم: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِى كَبَدٍ}.
ويقال: أُقسم بهذا البلد لأنك حِلٌّ به.. وبَلَدُ الحبيبِ حبيبٌ.
{لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِى كَبَدٍ}.
أي: في مشقة؛ فهو يقاسي شدائد الدنيا والآخرة.
ويقال: خَلَقه في بطن أمه (منتصباً رأسُه) فإذا أذِنَ الله أن يخرج من بطن أمِّه تنكَّس رأسُه عند خروجه، ثم في القِماط وشدِّ الربِّاط.. ثم إلى الصِّراط هو في الهِياط والمِياط.
قوله جل ذكره: {أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}.
أي: لقَّوته وشجاعته عند نَفْسِه يقول: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً}.
{لبداً} كثيراً، في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم.
{أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ}.
أليس يعلم أنَّ الله يراه، وأَنه مُطَّلِعٌ عليه؟


قوله جل ذكره: {لآَ أُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ}.
أي: أُقْسِم بهذا البلد، وهو مكة.
{وَأَنتَ حِلُّ بِهَذَا الْبَلَدِ}.
وإنما أُحِلَّتْ له ساعةً واحدةً.
{وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}.
كلِّ والدٍ وكلِّ مولود. وقيل: آدم وأولاده.
وجواب القسم: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِى كَبَدٍ}.
ويقال: أُقسم بهذا البلد لأنك حِلٌّ به.. وبَلَدُ الحبيبِ حبيبٌ.
{لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِى كَبَدٍ}.
أي: في مشقة؛ فهو يقاسي شدائد الدنيا والآخرة.
ويقال: خَلَقه في بطن أمه (منتصباً رأسُه) فإذا أذِنَ الله أن يخرج من بطن أمِّه تنكَّس رأسُه عند خروجه، ثم في القِماط وشدِّ الربِّاط.. ثم إلى الصِّراط هو في الهِياط والمِياط.
قوله جل ذكره: {أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}.
أي: لقَّوته وشجاعته عند نَفْسِه يقول: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً}.
{لبداً} كثيراً، في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم.
{أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ}.
أليس يعلم أنَّ الله يراه، وأَنه مُطَّلِعٌ عليه؟


قوله جل ذكره: {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ}.
أي: ألم نخلقه سميعاً بصيراً متكلِّماً.
{وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ}.
الهمناه طريق الخيرِ والشِّر.
{فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِى يَوْمٍ ذِى مَسْبَغَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ}.
أي: فهلاَّ اقتحم العقبة {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} استفهام على التفخيم لشأنها.
ويقال: هي عَقَبَةٌ بين الجنة والنار يجاوزها مَنْ فَعَلَ ما قاله: وهو فكُّ رقبة؛ أي: إعتاقُ مملوك، والفكُّ الإزالة. وأطعم في يومٍ ذي مجاعةٍ وقحطٍ وشدَّةٍ يتيماً ذا قربة، أو {أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ}: لا شيء له حتى كأنه قد التصق بالتراب من الجوع.
قوله جل ذكره: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وتواصوا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَواْ بِالْمرْحَمَةِ}.
أي: من الذين يرحم بعضُهم بعضاً.
{أُوْلئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}.
أي: أصحاب اليُمْنِ والبركة.
{وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِئَايَتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ عَلَيْهِم نَارٌ مُّؤْصَدَةُ}.
هم المشائيمُ على أنفسهم، عليهم نارٌ مُطْبِقَة؛ يعني أبواب النيران (عليهم مغلقة).
والعقبة التي يجب على الإنسان اقتحامها: نَفْسُه وهواه، وما لم يَجُزْ تلك العقبة لا يفلح و{فَكُّ رَقَبَةٍ} هو إعتاقُ نَفْسِه من رِقِّ الأغراض والأشخاص.
ويكون فك الرقبة بأن يهدي مَنْ يفكُّه- من رق هواه ونفسه- إلى سلامته من شُحِّ نفسه، ويرجعه إليه، ويخرجه من ذُلِّه.
ويكون فكُّ الرقبة بالتَّحرُّزِ من التدبير، والخروج من ظلمات الاختيار إلى سعة الرضاء.
ويقال: يطعم من كان في متربة ويكون هو في مسبغة.
{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ} أي تكون خاتمته على ذلك.

1 | 2